التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من هو ابو طاهر القرامطة الخبيث اللعنة الله عليه

هوابوطاهر سليمان بن حسن الجناني (906-944) هو حاكم للدولة القرامطة في البحرين وشرق شبه الجزيرة العربية الذي غزا مكة في سنة 930 . وهو شقيق ل ابو سعيد الجناني مؤسس دولة القرامطة حيث اصبح ابوا طاهر حاكم الدولة  القرامطة في سنة 923 .  

أنا بالله وبالله أنا        يخلق الخلق وأفنيهم أنا 

هذه هي العبارة التي قالها المجرم الطاغية أبو طاهر القرمطي ينشد على باب الكعبة يوم الثامن من ذي الحجة سنة 317 هجرية، وسيوف أتباعه الشيعة  تحصد حجاج بيت الله قتلاً ونهبًا وسفكًا، وأبو طاهر يشرف من على باب الكعبة على هذه المجزرة المروعة وينادي أصحابه  "أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، واقلعوا الحجر الأسود". 

وتعلق الحجاج بأستار الكعبة واستغاثوا بالله، فاختطفتهم السيوف من كل جانب واختلطت دماؤهم الطاهرة بأجسادهم المحرمة، بأستار الكعبة المشرفة، حتى زاد عدد من قتل في هذه المجزرة التي لم تعرفها الكعبة من قبل عن ثلاثين ألفًا، دفنوا في مواضعهم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة، هذا في الصفا وذاك في المروة وثالث في جوف الكعبة، وقام الشيعة  بعد ذلك بجمع ثلاثة آلاف جثة حاج وطمروا بها بئر زمزم ودمره، ثم قاموا بعد ذلك بقلع الحجر الأسود من مكانه وحملوه معهم إلى مدينة "هجر" بالبحرين وهي مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم، وكان أبو طاهر قد بنى بها دارًا سماها دار الهجرة ، فوضع فيها الحجر الأسود ليتعطل الحج إلى الكعبة ويرتحل الناس إلى مدينة "هجر"، وقد تعطل الحج في هذا العام 317 هجرية حيث لم يقف أحد بعرفة ولم تؤد المناسك وذلك لأول مرة منذ العام التاسع للهجرة وهو العام الذي فرض فيه الحج على الناس، ولما خرج القرامطة من مكة بعد جريمتهم أخذوا ينشدون:


                 فلو كان هذا البيت لله ربنا      لصب علينا النار من فوقنا صبًا
                لأنا حججنا حجة جاهلية         محللة لم تبق شرقًا ولا غربًا
               وإنا تركنا بين زمزم والصفا      جنائز لا تبغي سوى ربها ربا



والقرامطة هي فرقة باطنية مرتدة عن الإسلام خرجت من عباءة التشيع والرفض، وتنسب لحمدان قرمط وهو من أهل الكوفة، وكان يعمل أكارًا وهي مهنة وضيعة عند الناس، وقد تأثر بأفكار التشيع المعروفة واعتنق المذهب الشيعي الإسماعيلي على يد الحسين الأهوازي، ومما ساعد على نمو حركة القرامطة تواكبها مع ثورة الزنج الشهيرة في أواسط القرن الثالث الهجري، ولقد تشعبت فرق الشيعة الرافضية إلى ثلاث شعب وفق مخطط مدروس وذلك لإحداث فوضى اجتماعية وأخلاقية ودينية، في الأمة الإسلامية ككل.



وكان قرامطة البحرين بزعامة أبي سعيد الجنابي و أبي طاهر من أشد فرق الشيعة الباطنية على الإسلام والمسلمين، وكانوا بمثابة الجناح العسكري للشيعة، وقد أسسوا قاعدة حربية في "هجر" و"الاحساء" هددت الخلافة العباسية في جنوب العراق، فلما تولى أبو طاهر زعامة القرامطة جعل كل همه مهاجمة قوافل الحج وذلك لهدفين: 



 أولهما: تعطيل شعيرة الحج ذلك لأن القرامطة كانوا يعتقدون بأن شعائر الحج، من شعائر الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام . 



 وثانيها: سرقة أموال الحجاج ونهب قوافلهم المحملة بالأموال الطائلة.

وقد كشفت هذه المجزرة المروعة التي قام بها القرامطة عن مستور عقائدهم وأهدافهم ولقد أرسل أول خلفاء الفاطميين عبيد الله المهدي برسالة توبيخ وتسفيه وسب لأبي طاهر يلومه فيها على هذه الجريمة لأنها كشفت أسرارهم الباطنية، مما يدل على العلاقة الوثيقة التي تجمع كل هؤلاء الشيعة. 

ولقد ظل الحجر الأسود "بهجر" طيلة 22 سنة، ولم يرده القرامطة لمكانه إلا بعد أن أمرهم بذلك الخليفة الفاطمي المنصور الشيعي . 
وهذا هو المنهج الذي اتخذه هؤلاء الشيعة خاصة  القرامطة واالفاطميين ، حيث اتخذت تلك الجماعات و الحركات من ادعاء محبّة آل البيت ستاراً يخفون من ورائه عقائدهم الباطنيّة الخفيّة ، و كان من بين تلك الحركات حركة القرامطة التّي أسّسها حمدان بن قرمط ، و قد كانت تتبنّى المذهب الإسماعيلي و تعتقد بأنّ الإمام محمّد بن اسماعيل بن جعفر الصّادق هو الإمام المهدي المنتظر ، لذلك نشأ تحالفٌ في بداية الأمر بين القرامطة و الفاطميّين الذي يؤمنون بمذهب الإسماعيليّة .  

لمعرفة تاريخ الفاطميين ومؤسسها من هنا دولة الفاطميين 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعرف على الجغرافي المغربي الشريف الادريسي مكتشف ومؤسس الخريطة العالم

    هو أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي، واحد من أوائل من أسسوا لعلم الخرائط بمفهومه الحديث، بل إن خريطته التي قضى من أجل إنجازها قرابة خمسة عشر سنة، تعتبر أهم خريطة عالمية يتم إنجازها في القرون الوسطى ، وُلد بسبتة المغربية سنة 493 هجرية/ 1099 ميلادية، من أسرة يعود نسبها إلى إدريس بن عبد الله مؤسس الدولة الإدريسية، ويعود كذلك لعلي بن حمود منشئ الدولة الحمودية بالأندلس في عهد ملوك الطوائف، أنهى دراسته بقرطبة، واستطاع منذ حداثة سنه أن يحصل على ثقافة أدبية متينة، وأن يتشبع بثقافة رياضية كاملة في الحساب و الهندسة والجغرافية، كما زاول مهنة الطب هناك وتعرّف على أسرار النبات، زيادة على نبوغه في الشعر.  حينما وصل سنه الـ16، بدأ الإدريسي التجوال في العالم، فزار كل بلدان المغرب الكبير، فمصر والشام والكثير من البلدان العربية، ثم بلاد الأندلس، ففرنسا، ثم انجلترا، قبل أن يرحل لصقلية ويعيش فيها ابتداء من سنة 533 هجرية ، بدعوة من ملكها رُوجار، الذي استدعاه لمساعدته في أبحاثه الجغرافية، بعد أن ذاع صيت الإدريسي وعُرف كواحد من أكبر جغرافيي العالم في ذلك الوقت، فقد كان روجار يميل...

معركة هاجوفا .........يوم بكت اوروبا

تعتبر معركة هاجوفا نقطة فاصلة بين الحق والباطل، بين الشرق والغرب، فبموت  السلطان العثماني سليمان القانوني رحمه الله  (974هـ / 15666م) دخلت الدولة العثمانية مرحلة من الضعف السياسي والعسكري، بدأت فيها الدول الصليبية  في التوحد من جديد تحت ستار الصليب. فمعركة هاجوفا يوم فاصل في تاريخ المعارك الإسلامية بقيادة السلطان العثماني محمد الثالث، والتي انتهت بالنصر للخلافة العثمانية، وهزيمة اتحاد الإمبراطورية الرومانية بقياده ماكسيمليان أخو إمبراطور ألمانيا. خسرَت الدولة العثمانيَّة عدة مواقع في أوروبا بعد موت السلطان سليمان القانوني، كان من ضمنها قلعة “إستركون”   لصالح الإمبراطورية الرومانية المقدسة وارتكبت ما تقشعر منه الأبدان من مذابح بحق الأهالي المسلمين بما فيهم النساء والأطفال. خرجَت هذه الحملة بقيادة الخليفة العثماني محمد الثالث من إسطنبول سنة 977هـ / 1569م؛ حيث عبر مدينة صوفيا ليصلَ إلى بلغراد، وبعدها عبر الجيشُ العثماني نهرَ سافا ليدخل النمسا، وقرَّر أن يفتتح قلعةَ أكري أو أرلو، التي عجز السلطان سليمان القانوني عن فتحها في سنة 963هـ / 1556م، رغم محاصرته ...